نمذجة انتقال ملوثات اليورانيوم المنضب جنوب العراق

August 12, 2020

يمكنكم تحميل البحث كاملاً من الرابط

خلاصة

تعرضت بيئة العراق والسكان للتلوث الإشعاعي نتيجة إستخدام أسلحة اليورانيوم المنضّب أثناء حرب الخليج الأولى عام 1991 ثم خلال العمليات العسكرية للغزو والاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ومابعدها، وكذلك مرحلة السيطرة على حركة مقاومة الاحتلال في المدن العراقية مثل الفلوجة وديالى وبابل وغيرها من المناطق. وحيث إن هذه الأسلحة استخدمت بكثافة في منطقة محدودة المساحة جنوب العراق خلال حرب الخليج الأولى عام 1991، فقد تم إجراء العشرات من البحوث والدراسات من قِبل باحثين متخصصين عراقيين، والتي أثبتت وجود التلوث في مناطق البصرة والناصرية وما حولهما، وكذلك اتساع رقعة التلوث الجغرافية بالعواصف الترابية والمطرية . إلا أن هذه البحوث لم تجد طريقها للنشر في المجلات العلمية العالمية آنذاك بسبب الحصار الاقتصادي والثقافي الذي تمّ فَرضه على العراق. إن التلوث باليورانيوم يستمر لمئات بل لآلاف السنين وإن الآثار الصحية جراء التعرض لهذه الملوثات بين سكان المدن الجنوبية تتفاقم يوماً بعد يوم، فلابد من الاطّلاع على طبيعة المُعضلة البيئية التي تعاني منها هذه المناطق.

بعد قيام قسم الهندسة البيئة في جامعة بغداد عام 1996 من إجراء برنامج تحريات موقعية في جنوب العراق، تم اعتماد النتائج في هذا البحث لإجراء عملية النمذجة الرياضية (Mathematical Modeling) لإيجاد تراكيز نويدات اليورانيوم المنضّب المشعة لعام 1991، في مناطق منتخبة من جنوب العراق (صفوان، الزبير، حقل الرميلة الشمالي، حقل الرميلة الجنوبي، جبل سنام) والتي تم استخدام أسلحة اليورانيوم المنضّب بكثافة فيها خلال العمليات الحربية لحرب الخليج الأولى عام 1991م .

إن برنامج الفحوصات الحقلية والمختبرية الذي تم إجراؤه عام 1996 كان محدوداً نسبةً للمناطق الشاسعة التي امتدت عليها العمليات العسكرية. لذلك تمت الاستعانة بعملية النمذجة الرياضية مع التحليل العكسي رجوعاً لعام 1991م لحساب تراكيز النويدات المشعّة وليس وقت قياسها في 1996م.

لقد شملت عملية التمثيل والنمذجة الرياضية (Simulation and modelling) اعتماد نموذج افتراضي وتطبيق مجموعة المعادلات المتعارف عليها عالمياً في هذا المجال والتي سيتم توضيحها في هذا البحث. وتم تحويل هذه المعادلات إلى برامج حاسوب لإجراء حسابات تراكيز النويدات الخاصة بسلسلة انحلال اليورانيوم مثل (الراديوم – 226) و (الثوريوم-234) وغيرها من عام 1996م رجوعاً لعام 1991م. ومن هذه النتائج تم إيجاد مساحات التربة والمياه والغطاء الخضري التي تلوثت بالمواد المشعّة بعد انتقالها من منطقة لأخرى بالعواصف الترابية والتي تبين أنها بلغت حوالي (1718) كيلومتر مربع. كذلك تم تقدير كميات مياه العواصف المطرية التي نـقلت وتلوثت أثناء جريانها سيول بالعناصر المشعّة إلى القنوات المائية القريبة. لقد بلغت كميات هذه المياه حوالي (1,886,103) م 3. أما ترسبات قاع الأنهار الملوثة بالنظائر المشعّة وخاصةً نظير الراديوم – 226 فقد بلغت (14)كم 2 . أما الزيادة في التعرض الخارجي نتيجة النشاط الإشعاعي وزيادته عن الحد الطبيعي في المنطقة فقد كان بسبب انبعاث غاز (الرادون-222) من الدروع المدمرة بهذه الأسلحة وتكرار العواصف الترابية المحملة بأكاسيد اليورانيوم المنضّب من المساحات الملوثة بها.

إن المعلومات التي تمّ إيجادها من خلال عملية النمذجة الرياضية تم معايرتها بالفحوصات الموقعية، ثم تم استخدامها لإيجاد معاملات الانتقال إلى الغطاء الخضري وعناصر السلسلة الغذائية وإلى الإنسان لتحديد الجُرع الإشعاعية الكلية والمكافئة التي تعرض إليها وتناولها سࣥكان هذهࣦ المناطق والقوات المسّلحة العراقية والأمريكية في بحوث لاحقة، علماً بأن هذه المشكلة لازالت قائمة، لأن هذه الملوثات تبقى في البيئة لمئات السنين في حال لم تتم اجراءات التنظيف الخاصة بالمواد المشعة.

يمكنكم تحميل البحث كاملاً من الرابط

مصدر الصورة

شارك في  بيئة العراق
اذا كنت باحث في مجال البيئة او إحدى العلوم المرتبطة بالبيئة والإنسان سيسعدنا نشر بحوثكم ومقالاتكم
تواصلوا معنا